أناكوندا 5: مفترس الغابة (2025)
August 6, 2025
فيلم “أناكوندا 5” يعيد الحياة إلى واحدة من أشهر سلاسل أفلام الرعب والإثارة في تاريخ السينما. في هذا الجزء الجديد، تتوجه بعثة علمية دولية إلى قلب غابات الأمازون بعد أن تم اكتشاف نوع متحول من الأناكوندا يُعتقد أنه أكبر وأذكى من أي نوع تم رصده من قبل. الرحلة تبدأ كمهمة علمية بحثية، لكنها سرعان ما تتحول إلى كابوس دموي عندما تبدأ الكائنات العملاقة في مهاجمة الفريق واحدًا تلو الآخر.

ما يميز “أناكوندا 5” عن الأجزاء السابقة هو التركيز العميق على أجواء التوتر النفسي والبقاء على قيد الحياة، وليس فقط الرعب الجسدي. الأفعى في هذا الجزء ليست مجرد وحش قاتل، بل مخلوق ماكر يستخدم ذكاءه لصيد فريسته بطرق لم نرها من قبل. يُظهر الفيلم تطورًا واضحًا في التقنيات البصرية، حيث تبدو الأناكوندا أكثر واقعية ومخيفة بفضل استخدام CGI المتطور.
الأبطال في الفيلم يتمتعون بشخصيات معقدة، كل منهم يحمل ماضٍ غامض وخلافات داخلية تنفجر وسط الفوضى. قائدة الفريق، الدكتورة ليلى منصور، تؤدي دورًا مذهلاً كامرأة قوية تحاول الحفاظ على وحدة الفريق رغم التهديد المستمر. بينما يكشف الفيلم عن خيانات وصراعات داخلية، يتضح أن الخطر لا يأتي فقط من الأفعى، بل من البشر أيضًا.
من الناحية الفنية، اعتمد المخرج على لقطات كاميرا ضيقة وسريعة لإبراز الإحساس بالاختناق والمطاردة، مع استخدام الإضاءة الداكنة والصوت التصاعدي لبناء التوتر. الموسيقى التصويرية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الإحساس بالخطر والارتباك، وتضيف طبقة من الرعب النفسي الذي يدوم حتى بعد انتهاء المشاهدة.
“أناكوندا 5” ليس مجرد فيلم وحوش كلاسيكي، بل يحمل رسائل ضمنية حول تدخل الإنسان في الطبيعة وما يترتب على ذلك من نتائج كارثية. الغابة تتحول إلى رمز للعدالة الطبيعية التي تنتقم من كل من يحاول كسر توازنها. هذه الفكرة تُعرض بشكل فني جميل دون أن تكون مباشرة أو مملة.

في المجمل، يقدم “أناكوندا 5” تجربة سينمائية مشوقة تمزج بين الرعب والتشويق والدراما النفسية. إنه فيلم سيجعل المشاهدين على أطراف مقاعدهم من اللحظة الأولى حتى النهاية، ويثبت أن هذه السلسلة لا تزال قادرة على مفاجأتنا بجزء جديد أكثر ظلمةً ودهاءً من أي وقت مضى.
