اضطراب الشيطان (2024)

August 13, 2025

في قلب ريف أستراليا الغامض، يعود فيلم Lemon Tree Passage (2024) ليحيي إحدى أكثر الأساطير الحضرية إثارة للرعب. تبدأ القصة مع مجموعة من الأصدقاء الذين يسافرون للاستمتاع بعطلة قصيرة، لكنهم يقررون، بدافع الفضول والمغامرة، زيارة الطريق المشهور بأسطورة “شبح الراكب”. ما كان مجرد نزهة ليلية يتحول سريعًا إلى سلسلة من الأحداث المرعبة التي تضعهم وجهاً لوجه أمام قوى لا يمكن تفسيرها.

منذ المشهد الأول، ينجح الفيلم في أسر المشاهدين بجوّه المشحون بالغموض، من خلال التصوير السينمائي الذي يبرز العزلة والبرية المحيطة بالمكان. الموسيقى التصويرية تعمل كنبض بارد يتصاعد تدريجياً مع ازدياد التوتر، فيما تلعب الإضاءة الخافتة وظلال الليل دوراً كبيراً في بث شعور بالقلق والرهبة.

تتعمق القصة مع مرور الوقت، حيث يبدأ الأصدقاء في مواجهة رؤى مروعة تربطهم بشكل غامض بماضٍ مظلم وقع قبل عقود على هذا الطريق. كل شخصية تحمل في داخلها سرًّا أو شعوراً بالذنب، مما يجعل الكابوس الذي يواجهونه أشبه بانعكاس لخطاياهم الخاصة. ومع كل محاولة للهروب، يجدون أنفسهم أكثر تورطاً في دوامة لا تنتهي من الرعب.

الإخراج في Lemon Tree Passage يوازن بين الرعب النفسي والمفاجآت البصرية، حيث يختار المخرج أن يكشف أجزاءً صغيرة فقط من الحقيقة في كل مرة، مما يُبقي المشاهد في حالة ترقب دائم. بعض المشاهد تتلاعب بذكاء بعقل المشاهد، بحيث لا يمكن التمييز بين ما هو حقيقة وما هو وهم، وهو ما يضفي طبقة إضافية من الرهبة.

الأداء التمثيلي كان قوياً بشكل ملحوظ، خاصة من الممثلين الشباب الذين تمكنوا من نقل مشاعر الخوف والارتباك واليأس بشكل حقيقي. الكيمياء بينهم جعلت علاقاتهم واقعية، وهذا بدوره جعل الخطر الذي يواجهونه أكثر تأثيراً على الجمهور، لأنك تشعر بأنك تعرفهم شخصياً وتريد حمايتهم.

في النهاية، يقدم Lemon Tree Passage (2024) تجربة سينمائية تجمع بين الأسطورة والواقع، بين الخوف من المجهول وخوف الإنسان من ماضيه. إنه فيلم لا يكتفي بإخافتك بل يجعلك تفكر طويلاً بعد انتهاء العرض، متسائلاً إن كان ما شاهدته مجرد قصة… أم تحذير من أن بعض الطرق لا ينبغي أن تُسلك أبداً.