MALEFICENT 3: The Dark Fairy (2025)

July 12, 2025

في الجزء الثالث من سلسلة “Maleficent”، والذي يحمل عنوان “Maleficent 3: الجنية المظلمة”، تعود أنجلينا جولي لتجسيد دور الجنية الأسطورية في قصة أكثر قتامة وعمقًا من أي وقت مضى. هذه المرة، لا تواجه فقط أعداءً من العالم البشري، بل تواجه أيضًا ماضٍ غامضٍ يعيد تشكيل هويتها بالكامل. الفيلم يأخذنا إلى أعماق عالم Moors كما لم نره من قبل، حيث تظهر تهديدات جديدة تنبع من قوى قديمة كانت نائمة لقرون.

السيناريو يتميز ببناء سردي معقد ومتقن، حيث يتم الكشف تدريجيًا عن أسرار عائلة Maleficent وأصل قوتها الحقيقية. تتداخل الخرافة بالواقع بطريقة ذكية، حيث نشاهد صراعات داخلية بين النور والظلام داخل شخصية Maleficent. هل ستتمكن من كبح الجنية المظلمة في داخلها أم أنها ستستسلم لها لحماية عالمها؟ هذه التساؤلات تُبقي المشاهد مشدودًا من البداية حتى النهاية.

الإخراج البصري للفيلم مبهر بكل المقاييس، حيث تعود ديزني لتثبت مرة أخرى قدرتها على خلق عوالم خيالية تخطف الأنفاس. من القلاع المعلقة في الهواء إلى الغابات المتوهجة تحت ضوء القمر، كل مشهد يعكس جمالًا غامضًا يتناغم مع الظلال النفسية التي تمر بها الشخصيات. الموسيقى التصويرية، التي ألفها المؤلف العالمي جيمس نيوتن هاوارد، تزيد من حدة التوتر وتغمر المشاهد في جو من الأسطورة والسحر.

من الناحية التمثيلية، تقدم أنجلينا جولي أداءً مهيبًا ومعبرًا، حيث تبرز الصراع الداخلي بين القوة والرحمة في ملامحها وحركاتها. إضافة إلى ذلك، يظهر شخصيات جديدة مثل “الملكة الملعونة” و”الطفل المختار” الذين يضيفون أبعادًا درامية جديدة للصراع، ويعيدون تعريف مفهوم الخير والشر في هذا العالم الساحر.

النص السينمائي لا يكتفي بالسحر والمؤثرات، بل يطرح أسئلة فلسفية عن المصير، والهوية، والاختيار. نرى Maleficent وهي تتحدى ليس فقط الأعداء من الخارج، بل القرارات التي اتخذتها في الماضي والآثار التي خلفتها. الفيلم ينجح في أن يكون أكثر من مجرد حكاية خيالية؛ إنه دراسة عميقة في قوة الغفران والولاء والتضحية.

في النهاية، “Maleficent 3: الجنية المظلمة” ليس مجرد تتويج لسلسلة ناجحة، بل هو فصل ملحمي يُظهر النضج الكامل للشخصيات والقصة. إنه فيلم يمزج بين الجمال البصري، والدراما النفسية، والأساطير الساحرة، ويثبت أن ديزني لا تزال قادرة على الإبداع في عالم الظلال كما في عالم الضوء.